https://drive.google.com/file/d/1Z1bqOYEnYpmE892Y316O0Qazatec-0B0/view?usp=sharing
(Silahkan
download format pdf pada link di atas )
النظرية
اللغوية عند ليونارد بلومفيلد ونوام
تشومسكي
زكية
بلالوي
جامعة
شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بجاكرتا
ملخص
ليونارد بلومفيلد ونوام تشومسكي من لغويين اللذين يمتلكان
نظريات لغوية مختلفة. يشتهر بلومفيلد بنظريته السلوكية وبينما يشتهر تشومسكي
بنظريته النحو التوليدية التحويلية. كل من هذه النظريات لها خصائصها الخاصة
بالتأكيد. تُظهر النظرية السلوكية لبلومفيلد أن اللغة ظاهرة من عمليات المثير
والاستجابة. أما تشومسكي ينشأ نظريته من خلال مساواتها بالنظرية الرياضية، حيث
يكون لكل النتيجة الرياضية المتفرعة قاعدة واحدة فقط. من هنا يعتقد تشومسكي أن
ظاهرة اللغة هي نفسها، اللغة تتكون من كلمات محدودة لكنها قادرة على إنتاج جمل غير
محدودة.
الكلمات المفتاحية : ليونارد بلومفيلد، نوام تشومسكي، النظرية
السلوكية، النحو التوليدية التحويلية التوليدية
ليونارد بلومفيلد : حياته ونشاطاته
ولد بلومفيلد بشيكاغو عام 1887 م من أب
فندقي، وتابع دراسته الأكاديمية بالمدينة نفسها. التحق بجامعة هارفرد في سنة
1903م. وحصل على الماجستير (MA) في عام 1906. وفي سنة نفسها، بدأ يدرس بجامعة فسكونسين (Wisconsin) بوصفة أستاذا مساعدا في اللغة الألمانية. وبعدها انتقل إلى
جامعة شياغو أين حصل على الدكتوراه في عام 1909. وقد هاجر إلى أوروبا، مكث بها
عاما كاملا حيث تابع في ليبزيغ (Leipzig) وغوتينغن (Gottingen) محاضرات أعظم علماء اللسانيات المقارنة أمثال لسكين (Leskien) وبروغمن (Brugmann). درس الفيلولوجيا الجرمانية في جامعات عديدة بالغرب الأوسط من
الولايات المتحدة الأمريكية، وأخذ على عاتقه دراسة اللغات الهندية الأمريكية
الألغونقومية (Algonquian) وبعض اللغات الهندية الأخرى المنتشرة في جزر الفيليين.[1]
ومع مرور الزمن، أصبع بلومفيلد يعتني أكثر فأكثر باللسانيات الوصفية
والبنيوية، وذهب إلى أن الدراسة اللغوية التقليدية التي ظهرت قبل اللسانيات
التاريخية تعد دراسة غير علمية لأنها استدلالية ومعيارية، وأكد على أن دراسة اللغة
يجب أن تكون وصفية واستقرائية.[2]
وفي سنة 1914، ألف بلومفيلد كتابا بعنوان: ((مدخل إلى اللغة)) Introduction
to ، study of
language وقام
بمراجعته وإخراجه تحت عنوان: ((اللغة)) Language سنة 1933م بعدما
تشبع بمبادئ السلوكية (Behaviorism). بالفعل لقد أعلن بلومفيلد صراحة عن التزامة بهذا المذهب بعده
إطار نموذجيا لوصف اللغة. ونظرا لأهمية هذا الكتاب الذي يعد مصدرا أساسيا في
اللسانيات الوصفية. فقد أطلق عليه الأخصائيون اسم "إنجيل اللسانيات
الأمريكية".[3]
وفي عام 1940 خلف بلومفيلد سابير لتعليم اللسانيات العامة
بجامعة ييل (Yale)، ولكن في علم 1946، أصابه فالج شقي (شلل)
منعه من القيام بني نشاط، وبفى على هذه الحالة الصحية المتدهورة حتى وافته المنية
عام 1949م.[4]
منهجه الدراسي
(النظرية السلوكية)
بدأت هذه النظرية على يد العالم الرسي بافلوف (1848-1936)[5] وهي نظرية عن
المثير-الاستجابة. وبمرور الزمان هناك بعض العلماء المشتركين والموافقين لهذه
النظرية وهم يقومون بالتجديد لهذه النظرية ج. ب وطسون J.B.
Watson ، سكينر Skinner، وإدوار
ثورندايك Edward L. Thorndike.[6] وهناك علماء
اللغة الذي يوافق لهذه النظرية وهو ليونارد بلومفيلد. وهذا كما قال العصيلي كان
بلومفيلد متأثر بالنظرية السلوكية في علم النفس وبخاصة عند واطسون.[7] وعلى الرغم من
أن بلومفيلد سبق بصياغات مبكرة للتصور السلوكي في آراء Watson ثم Weiss، فقد لاقى رأي
بلومفيلد اهتماما أكبر، لأنه يعد واحدا من
أكثر اللغويين تأثيرا في تطور الدراسة العلمية للغو في النصف الأول من القرن
العشرين.[8]
بعد دراسة معمقة لتطور الدراسات اللغوية، شدد بلومفيلد تشديدا
لامثيل في تاريخ اللسانيات على جعل دراسة اللغة دراسة علمية ومستقلة. وذهب إلى أن
اللسانيات شعبة من شعب علم النفسي السلوكي (Behavioristic
Psychology)، وقد كان متأثرا في منحاه هذا بواطسون (Watson) مؤسسه المذهب السلوكي في علم النفس، وحاول على هذا الأساس
تفسير "الحدث الكلامي" (Speech
act) من منظور سلوكي بحت رافضا بتلك الدراسة العقلية التي تكون كان
هو بالذات من أنصارها.[9]
أطلق بلومفيلد
على منهج الذي أتبعه في دراسة اللغة اسم المنهج المادي (materialistic) أو الآلي (mechanistic). وهو الذي يفسر
السلوك البشري في حدود المثير (stimulus) والاستجابة (response) على غرار ماتقوم به العلوم الفيزيائية والكيمياوية في اعتمادها
في تفسير الظواهر على تتابعات العلة والأثر (cause
and effect sequence)، وقد رفض المنهج الذهني (mentalism) الذي كان متداولا في عصره على أساس أنه لايعتمد في تفسير
الظواهر على المبادئ العلمية التجريبية، بل يرجع السلوك البشري إلى عوامل غير
فيزيائية كالروح، والعقل والإراداة التي تعد غير قابلة للملاخظة والوصف العلميين،
ولذلك لايمكن التنبؤ بالسلوك البشري بما في ذلك الحدث الكلامي.[10]
إن اللغة – حسب
بلومفيلد – سلوك فيزيولوجي يتسبب في حدوثه منير معين. وعلى الرغم من أننا نستطيع
مبدئيا أن نتنبأ إذا ما كان مثير معين يمكن أن يدفع شخصا ما إلى أن يتكلم، أو حتى
إلى ما سيقوله بالضبط. ففي الواقع، إنه لايمكن أن نتنبأ إلا إذا عرفنا البنية
الدقيقة لجسمه في تلك اللحظة.[11]
ولتوضيح الموقف
الذي تستعمل فيه اللغة، جاء بالومفيلد بهذا المثال البسيط، ولكنه يتمثل بحق الحدث
الكلامي.[12]
"افترض أن
جاك وجيل كانا يتنزهان بين صفوف الأشجار. وشعرت جيل بالجوع، ثم رأت تفاحة على
شجرة. فأصدرت صوتا بحنجرتها ولسانها وشفتيها. فقفز جاك فوق السياج وتسلق الشجرة،
وقطف التفاحة، وأتى بها إلى جيل، ووضعها في يدها فأكلتها.
وقد قام بلومفيلد بتحليل هذه القصة كما يلي:
1-
أحداث عملية سابقة الحدث الكلامي
2-
الحدث الكلامي
3-
أحداث علمية تابعة للحدث الكلامي
S --à r
.........s--à R
إن الخطوط المتقطعة في هذا الشكل تمثل الحدث الكلامي الذي يملأ
الفراغ بين جسمي المتكلم والسامع، وإن المثير (s) يعادل
الأحداث العملية السابقة للحدث الكلامي، وإن الاستجابة تعادل الأحداث العملية
التابعة للحدث الكلامي. ويدل الحرف (r) على
الاستجابة البديلة والحرف (s) على المثير
البديل.[13]
وفي رأي بلومفيلد، أن شعور "جيل" بالجوع يعني أن بعض
عضلاتها كانت تتقلص وأن بعض السوائل كانت تفرز على مستوى المعدة. وأن رؤيتها
للتفاحة يعني أن موجات ضوئية انعكست من التفاحة على عينيها. فالشعور بالجوع ورؤية
التفاحة يمثلان المثير (s) أما الاستجابة المباشرة للمثير فهي أن تتسلق جيل الشجرة، وتأتي
بالتفاحة لنفسها (r).
ومما يمكن قوله: إن كتاب بلومفيلد ((اللغة)) بقي مرجعا أساسيا
بعد أكثر من ثلاثين سنة من ظهوره، وإن تفسير بلومفيلد للسانيات قد هيمن على موقف
معظم اللسانيين الأمريكيين من 1933م حتى 1957 م. وإن جل العمل الذي أنجز في هذه
السنوات عده القائمون مجرد شرح أو تطوير للأفكار التي أتى بها بلومفيلد. وخير دليل
على هذا أن هذه المرحلة أصبحت تعرف في تاريخ اللسانيات بالعهد البلومفيلجي (Bloomfieldian
Era).[14]
ولكن آراء العلماء أجمعت في العالم كله، على أن أعظم عالمين في
أمريكا هما: ادوراد سابير E. Sapir (1883 - 1939 م) وليونارد بلومفيلد L. Bloomfield
(1887-1939) وأنهما كلنا أبعد أثرا بعد بواس Boas في علم اللغة في
الولايات المتحدة منذ تأسيس الجمعية اللغوية الأمريكية في عام 1934 وحتى بداية
الحرب العالمية الثانية. [15]
نوام تشومسكي: حياته ومؤلفاته
اسمه الكامل أفرام نوام تشومسكي Avram
Noam Chomsky.[16] وولد في 7
ديسمبر 1928م في مدينة فيلادلفيا بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية لوالد كان
يدعي ويليام تشومسكي. هذا الأخير الذي كان قد هاجر من روسيا عام 1913م بغية التهرب
من تجنيده في صفوف الجيش القصيري، ليصبح فيما بعد العالم البارز في مجال اللغويات.
تلقي تشومسكي تعليمه في احدى مدارس ديوايت التي كانت تشتهر بتقدمها في أساليب
التعليم. كان تشومسكي لايزال صبيا غضا في فترة الكساد الاقتصادي الذي اجتاح
الولايات المتحدة الأمركية وذلك بين عامي 1929م – 1939م، حيث تأثر عظيم التأثير
بما شاهده من عمليات القمع التي مارستها السلطات الحكومية وذلك لأجل افساد
الاضطرابات التي قام بها العمال، فضلا عن الامتهان واليأس الذي كان العمال
يتجرعونه وطالما أفضى بهم إلى التهور، فتلمذ تشومسكي في الجامعة بتسلفائيا على يد
أستاذه هاريس وهو أستاذ اللغويات الذي كان من شأنه أرائه التحريرية التي تصطبغ
بصيغة شبه فوضوية، فتركت أثارها الواضحة على انتماءات تشومسكي السياسية، حيث تبينت
أعمال تشومسكي الأولى في حديقة هاريس، لكن تشومسكي بعد ذلك خالف أستاذه في المنهج
الوصفي وتبنى فكرته التحويلية، كما تأثر أيضا بفكرته في التحويل، كما تأثر أيضا
بفكر رمان جاكبسون.[17]
وقد نشر تشموسكي كتابه الأول عام
1957 وكان كتابا ضئيل الحجم مقتضيا وكانت أفكاره غير مقيدة بالتناول العلمي والفني
لقضايا هذا العلم إلى حد ما، ومع ذلك فقد كان الكتاب ثورة في الدراسة العلمية للغة
ظل تشمومسكي بعدها يتحدث بسطوة منقعطة النظير في كافة نواحي النظرية النحوية
"grammatical
theory" لسنوات طويلة.
حتى سنة 1965 كان من الصعب على
تشومسكي أن ينشر كتبه في دور النشر الاميركية المتخصة. نشر فقط في مجلات الولايات
المتحدة المتخصة، بعض المراجعات التي تناولت كتبا متفرقة نذكر منها:
1.
مراجعة
"كتاب الفونولوجيا" للألسني ((هوكيت)) في المجلة العالمية للألسنية
الاميركية سنة 1957.
2.
مراجعة كتاب
((جاكبسون)) و((هال)) قضايا اللغة الاساسية في المجلة العلمية للألسنية الاميركية
سنة 1957.
3.
مراجعة كتاب
((بلفيتش)) لغات الآلات واللغة الإنسانية، في مجلة ((اللغة)) سنة 1958.
4.
مراجعة كتاب
((غرينبرغ)) ((محاولات في الألسنية))، في مجلة ((الكلمة)) سنة 1959.
ونشر
تشومسكي، في فترة ما قبل سنة 1965، بعض المقالات المتنوعة، في المجلات الاميركية
المتخصة. نذكر منها المقالات التالية:
1.
((البنى
المنطقية في اللغة)) في مجلة ((التوثيق الاميركي)) سنة 1956.
2. ((اللغات المحدودة الحالات)) بالاشتراك مع
((جورج ميلر)) في مجلة ((الاعلام والمراقبة)) سنة 1958.
3. ((بعض الخصائص الشكلية للقواعد)) في مجلة
((الاعلام والمراقبة)) سنة 1959.
4. ((الدراسات الصوتية الصرفية في اللغة
الانكليزية)) بالاشتراك مع موريس هال في التقرير الفصلي في التطور.
نظرية النحو التوليدي التحويلي
يحتل نوام تشومسكي مكانة فريدة في علم اللغة المعاصر، بل لعل
أحدا من علماء اللغة لم يتمتع بتلك المكانة من قبل في تاريخ هذا العلم.[18] ولد نوام
تشومسكي مؤسس النظرية التوليدية والتحويلية في مدينة فيلدلفيا في ولاية بنسلفانيا
في الولايات المتحدة الامركية في السابع من شهر كانون الأول سنة 1928.[19]
إن هذه القواعد لم تأت دفعه واحدة، بل مرت بثلاث مراحل رئيسية. المرحلة الأول
جسدها تشومسكي في كتابه الثوري: ((البنى التركيبية)) الصادر عام 1957، وأطلق على
هذه النظرية فيما بعد اسم النظرية الكلاسيكية (Classical Theory) والمرحلة
الثانية ظهرت إلى حيز الوجود مع ظهور
كتابه ((مظاهر النظرية التركيبية)) Aspects of the theory of syntax في عام 1965
وتعرف هذه النظرية بانظرية النموذجية (Standard Theory). المرحلة
الثالثة وتبلورت بعد ما نشر تشومسكي ثلاثة مقالات مختلفة حول مكانة الدلالة
والبنية العميقة في نظريته. والتي جمعها فيما يعد في كتاب واحد بعنوان: ((دراسات
الدلالة في القواعد التوليدية)) وذلك في سنة 1972م: Studies on Semantics in Generative Grammar. وهذا الشكل الجديد يعرف بالنظرية النموذجية الموسعة (Extended Standard Theory).[20]
وقد حاول تشومسكي قبيل ظهور كتابه
((التراكيب النحوية)) أن يضع بعض اجراءات التحليل اللغوي وضعا رياضيا دقيقا وذلك
في مقال صغير مشهور له بعنوان ((نظم التحليل النحوي)) system of syntax analysis. وقد اعتمد في هذا المقال على ماكتبه هارس في كتابه ((مناهج في
علم اللغة البنيوي)) methods in structural linguistics ولكن
التجربة التي خرج بها من كتابه هذا المقال أقنعته بعد دراسة وفحص لبعض المقترحات
التي طرحت لتطوير النظرية اللغوية بأن الأعمال العلمية التي تتصدى لمثل هذا
الموضوع والتي ينبغي عليها أن تضع بوضوح اجراءات استكشاف النظام النحو الأمثل،
لاتضل في النهاية الا إلى وضع اجراءات تقوية evaluation procedures للقواعد
النحوية.[21]
ولايعني أن جميع علماء اللغة بل
الغالبية العظمي منهم قد قبلت نظرية النحو teory of transformational grammar التحويلي
كما قدمها تشومسكي منذ حوالي عشرين عاما في كتابه ((التاركيب النحوية)) syntactic structures حيث كانت هناك مدارس لغوية مختلفة
معرفة ومستقرة في العالم قبل ثورة تشومسكي وأتباعه غير أن التحويليين trans-formationalists أو مدرسة
تشومسكي لم تكن مجرد مدرسة عادية بين مدارس لغوية أخرى، وسواء أكانوا على حق أم
على باطل. فإن نظرية تشومسكي النحوية تعد بلا شك أثر نظريات اللغوية حيوية وتأثير
بحيث لايستطيع أي عالم لغوي، يريد أن يياسر التطور المعاصر في علم اللغة أن يتجاهل
وجود هذه النظرية بل لقد أصبحت كل مدرسة لغوية الآن تحدد موقفها وموقعها بالنظر
إلى آرى تشومسكي في قضايا لغوية معينة.[22]
أن مصطلح التوليد مشروح بدقة بحيث
يضم بين طياته الدلالة على التحديد الصارم للقواعد النحوية والشروط التي تعمل
فيها، ولعل من الافضل أن نشرح هذه الدلالة لمصطلح التوليد بواسطة مثال بسيط من الرياضيات
والحقيقة أن استعمال تشومسكي لمصطلح التوليد مأخوذ فعلا من الاستعمال الرياضي.[23]
والآن، فلننظر إلى المعادلة الجبرية الآتية:
3س + 3ص – ز
حيث نجد أن المتغيرات variables س،ص،ز يمكن
تحديد قيمتها من خلال هذه المعادلة وذلك طبقا للعمليات الرياضية العادية بحيث تولد
مجموعة من النتائج ذات قيمة غير محدودة، فمثلا إذا اقترضنا أن:
س = 3، ص=2، ز=5
فإذا ما عوضا بهذه القيم في المعادلة السابقة تكون
المعادلة كما يلي:
2x3+ 3 x2 – 5
6 + 6 -5
النتيجة = 7
ولكن إذا افترضنا أن:
س= 1، ص = 3، ز = 21
وبالتعويض بهذه القيم في المعادلة
السابقة ستكون صورتها كم يلي:
2x1+ 3 x 3– 21
2 + 9 -21
النتيجة= -10
وهكذا
نتغير النتيجة في كل مرة تختلف فيها قيم هذه المتغيرات وبناء على ذلك نستطيع القول
بأن النتيجة (7)، (-10) ... الخ هي جزء من مجموعة القيم التي يمكن أن تولدها هذه
المعادلة. فإذا جاء شخص آخر وطبق القواعد الرياضية تطبيقا صحيحا وحصل على نتائج
مختلفة فإننا حينئذ نقول أنه لابد قد أرتكب خطأ ما، ولكننا لانقول أن القواعد
الرياضية غامضة أو غير محددة وبذلك نترك مجالا للشك في الطريقة التي يبتغي بها
تطبيق مثل هذه القواعد ومفهوم تشومسكي القواعد النحوية يشبه هذا تماما، من حيث
أنها لابد أن تكون محددة تحديدا صارما مثل القواعد الرياضية أي أن تكون
منطقية Formalized. ذلكم هو
المصطلح الفني الدقيق الذي يعبر عن ذلك.[24]
سنحاول
في هذا الإجراء العلمي توضيح مقولة "ليونز" في تعريف نحو المواقع
المحدودة التي قال بها تشومسكي. وهي ((أن الجمل تولد عن طريق سلسلة من الاختيارات
تبدأ من اليسار إلى اليمين (أو من اليمين إلى اليسار كما في العربية): أي عند
الانتهاء من اختيار العنصر أو اللفظ الأول فإن كل اختيار يأتي عقب ذلك يرتبط
بالعناصر أو الألفظ التي سبق اختيارها مباشرة وبناء على ذلك يجري التركيب النحوي
للجملة )) لو تدبرنا المثالين الآتيين:
1. جاء الموظف المكلف بالصيانة
2. جاء الموظفون المكلفون بالصيانة
فإنه حتما سنحصل على الاختيارات
الآتية:
أ. اختيار المدخل اللساني "جاء" باستطاعه
لغويا أن يحيل على كلمة "موظف"
وعلى كامة "موظفون".
ب. اختيار الملفوظ اللساني "موظف" يستدعي
في الجملة كلمة "مكلف" فقط، في حين الملفوظ "موظفون" يستدعي
المنطوق اللغوي "مكلفون".
الموظف الموظف |
الموظف |
جاء |
المكلف الموظف |
بالصيانة الموظف |
الموظفون |
المكلفون الموظف |
نستطيع أن نمد الجملة، بحيث تتفق والإجراء العلمي
كالآتي:
من الشركة ... |
من الشركة ... ... |
ومن هنا وصفت اللغات التي تتضمن
هضا النوع من الحمل بأنها لغات خارجة عن دائرة نموذج القواعد المحدودة.[25]
الكفاءةCompetence والأداء Performance
إن مفهومي
"الكفاءة" و "الآداء"
اللذين ظهرا لأول مرة بطريقة جلية في مؤلف تشومسكي" ((مظاهر النظرية
التركيبية)) (1965).[26]
والكفاءة في المفهوم العام هي المعرفة اللغوية الباطنية للمتكلم، والأداء هو
الاستعمال الفعلي للغة في المواقف الحقيقة وتقتضي دراسة الكفاءة دراجة من
التجريد على اعتبار أنها تكشف عن الحقيقة
الضمينة، التي هي أساس استعمال عدد كبير من الجمل والعبارات يقول تشومسكي محددا
مصطلح الكفاءة: ((من الجلي أن نعد الكفاءة اللغوية أي معرفة اللغة نظاما مجردا
متضما في الأداء، يتكون من قوانين تسمح بتحديد الشكل والمعنى الأصلي لعدد غير
محدود من الجمل الممكنة، ويحدد الكفاءة في موضع آخر بأنه ((ما يشير إلى قدرة
المتكلم المستمع المثالي على الجمع بين الأصوات والمعاني في تناسق مع قواعد لغته)).[27]
ونلاحظ
هنا اقتراب مفهوم الكفاءة عند تشومسكي من مفهوم الملكة اللسانية عند اين خلدون.
ومبدأ الكفاءة من حيث إنه نظام عقلي، هو موجود خلف السلوك الفعلي، نصل إليه بواسطة
الحدس، فالمتكلم يستبطن نظام قواعد لغته فهو ((يشعر بوجوده كفاءته عندما يتساءل إن
كانت جملة نحوية أو غير نحوية)).[28]
البنية السطحية والبنية العميقة
يميز تشومسكي بين البنية السطحية ويرى
أنها البنية الظاهرة عبر تتابع الكلمات التي تصدر عن المتكلم وبين البنية العميقة
بمعنى القواعد التي أوجدت هذا التتابع وهي التي تتمثل في ذهن المتكلم المستمع
المثالي، أي هي عبارة عن حقيقة عقلية يعكسها التتابع اللفظي للجملة أي البنية
السطحية. ويمضى تشومسكي ليؤكد أن البنية العميقة أساسية لفهم الكلام واعطائه
التفسير الدلالي، وهي ضمينة تتمثل في ذهن المتكلم المستمع يعكسها التتابع الكلامي
المنطوق الذي يكون البنية السطحية.[29]
أما
البنية السطحية فتمثل الجملة كما هي مستعملة في عملية التواصل، أي إنها مجموعة من
العلامات اللسانية الملفوظة أو المكتوبة، تتنيز بأنها تختلف من لغة إلى أخرى. وفي
فكر التحويليين هاتان الجملتان "وظَّف أحمدٌ زيدا" و "وُظِّفَ أحمد
من قبل زيد" لاتختلفان إلا من الناحية التركيبية أي على مستوى البنية
السطحية، لمنهما مرتبطتان ارتباطا وثيقا على مستوى البنية العميقة.[30]
المكون الدلالي
من
أهم الأشياء الملاحظة في هذه المرحلة هو إشراك تشومسكي مكونا لم يعطه حقه من
الاهتمام سابقا- وإن كان قد أومأ إليه- يتمثل هذا الشيء في المكون الدلالي الذي
كان له دور كبير في تغيير نظرة تشومسكي إلى القواعد، برجع الفضل في إشراك هذا
المكون إلى فودر Fodor وكاتز وبوستل، والهدف منه أن يكون مكملا مع
القاعدة التوليدية في مستوى البنية العميقة.[31]
وقد
أشار إلى ذلك تشومسكي في معرض حديثه عن قواعد اللغة بقوله: إن قواعد لغة ما
بالمعنى الذي أعطيه لهذا المصطلح تستطيع أن تحدد إجماليا كنظام من القوانين التي
تعبر في هذه اللغة نفسها عن العلاقة بين الصوت والمعنى.[32]
والإحساس
بقيمة الدلالة ما لبت ينمى إلى أن اقتنع
تشومسكي بأن ((هناك شعورا عاما بأن الدلالة هي ذلك الجانب تضفى على الدراسات
اللغوية طابعا مثيرا ومميزا، والكيفية التي يطبق بها المكون الدلالي تفرض استحضار
مجالين.
1. مجال المعجم: هو مجموعة من العلامات اللسانية (كلمات)
تنماز بسمات صوتية وتركيبية ودلالية، ويعطى المعجم لكل كلمة منها معنى أوليا.
2. مجال قواعد الإسقاط: وهي القواعد التي تقرن بين العلامات
اللسانية (الكلمات) والبنى التركيبية المولدة، فيتوصل بهذه الطريقة إلى مدلول
الجملة. ولعل الأمر يتضح أكثر من خلال التمثيل الآتي:
وتتخلص خطوات هذه المرحلة في
الآتي:
1. توليد مجموعة كبرى من المؤشرات التركيبية التحتية من طرف
قواعد الأساس (قواعد إعادة الكتابة، قواعد تحت تصنيفية،
القواعد المعجمية)، وتمثل المؤشرات
الآنفة البنية العميقة لكل جمل اللغة.
2. تتحول المؤشرات الأولى عن طريق استخدام قواعد التحويل
إلى مؤشرات تركيبية ثلنية ومشقة، وتمثل هنا البنية السطحية للجمل وتصبح قواعد
التحليل كلها في هذه الحالة ذات صيغة إجبارية.
3. معنى كل جملة يشتق كلية من بنيتها التحتية (العميقة)،
وذلك عن طريق التمثيل الدلالي.
4. يشتق التمثيل الصوتي لكل جملة من بنيتها السطحية، وذلك
عن طريق توظيف قواعد فونولوجية.
أما الشكل التوضيحي لهضه الأسس
والخطوات فهو كالأتي:
التحويل |
البنية السطحية |
التمثيل الصوتي الصوتي |
البنية العميقة |
التمثيل الدلالي الصوتي |
قواعد إعادة الكتابة |
قواعد تحت تصنيفية |
قواعد معجمية |
التمثيل الصوتي |
وإذا كان تشومسكي قد اقترح على
النظرية اللغوية أن تتخلى عن فكرة الاجراءات الكشفية discovery procedures التي نادى
بها البلومفيلديون ووضع لنفسه أهدافا محدده للنظرية اللغوية أكثر تواضعا من تلك
التي نادى بها البلومفلديون من قبل الا أن هناك من يشعرون بأن مقترحات تشومسكي في
هذا الصدد أكثر طموحا من تلك التي قدمها البلومفيلديون.[33]
الهوامش
أحمد مومن، اللسانيات النشأة والتطور، الجزائر:
ديوان المطبوعات الجامعية، 2015.
جليل فاطمة
وسلطان كريمة، مذكرة: الإشكال اللغوي عند نعوم تشومسكي، (الجزائر:
جامعة عبد الحميد بن بلديس- مستغانم، 2017.
ماريج نسيم ومكدود فريد، مذكرة: حول
لسانيات الجملة: أراء نظريات نعوم تشومسكي، بجاية: جامعة عبد الرحمن ميرة،
2017
ميشال زكريا، الألسنة التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية،
لبنان: المؤسسة الجامعة الدراسات والنشر والتوزيع، 1986.
مختار
درقاوي، نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية الأسس والمفاهيم، مجلة
الأكاديمية للدراسات الإجتماعيو الإنسانية، ع. 12، جوان 2014.
عبد الحكيم، النظرية السلوكية البنيوية في تعليم
اللغة العربية وتطبيقها. مجلة التدريس، ع. 1، يونيو 2017.
عبد العزيز بن إبراهيم العصيلي، النظريات اللغوية
والنفسية وتعليم اللغة العربية. مجلة جامعة إمام، ع.3، ربيع الآخر 1419 ه.
احمد مختار عمر، علم الدلالة،
القاهرة: عالم الكتب، 1985.
جون ليونز، نظرية
تشومسكي اللغوية، تر: حلمي خليل، الأسكندري: دار المعرفة الجامعية، 1985.
[1] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور ، (الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 2015)، ص 205.
[2] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور، ص 205.
[3] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور ، ص 205.
[4] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور، ص 205.
[5] عبد العزيز بن
إبراهيم العصيلي، النظريات اللغوية والنفسية وتعليم اللغة العربية.
مجلة جامعة إمام، ع.3، ربيع الآخر 1419 ه، ص 316.
[6] عبد الحكيم، النظرية
السلوكية البنيوية في تعليم اللغة العربية وتطبيقها. مجلة التدريس، ع. 1،
يونيو 2017، ص 3.
[7] عبد الحكيم، النظرية
السلوكية البنيوية في تعليم اللغة العربية وتطبيقها، ص 3.
[8] احمد مختار عمر، علم
الدلالة، (القاهرة: عالم الكتب، 1985)، ص 61.
[9] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور، ص 205.
[10] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور ، ص 205.
[11] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور، ص 205.
[12] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور، ص 205.
[13] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور، ص 205.
[15] جون ليونز، نظرية
تشومسكي اللغوية، تر: حلمي خليل (الأسكندري: دار المعرفة الجامعية، 1985)،
ص 65.
[16] جليل فاطمة وسلطان كريمة، مذكرة: الإشكال اللغوي
عند نعوم تشومسكي، (الجزائر: جامعة عبد الحميد بن بلديس- مستغانم، 2017)، ص
29
[17] ماريج نسيم ومكدود فريد، مذكرة: حول
لسانيات الجملة: أراء نظريات نعوم تشومسكي، (بجاية: جامعة عبد الرحمن
ميرة، 2017) ص 4.
[18] جون ليونز، نظرية
تشومسكي اللغوية، تر: حلمي خليل، ص 29.
[19] ميشال زكريا، الألسنة التوليدية والتحويلية وقواعد اللغة العربية،
(لبنان: المؤسسة الجامعة الدراسات والنشر والتوزيع، 1986)، ص 9.
[20] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور، ص 205.
[21] جون ليونز، نظرية تشومسكي
اللغوية، تر: حلمي خليل، ص 29.
[22] جون ليونز، نظرية
تشومسكي اللغوية، تر: حلمي خليل، ص 86.
[23] جون ليونز، نظرية
تشومسكي اللغوية، تر: حلمي خليل، ص 86.
[24] جون ليونز، نظرية
تشومسكي اللغوية، تر: حلمي خليل، ص 86.
[25] مختار درقاوي، نظرية
تشومسكي التحويلية التوليدية الأسس والمفاهيم، ص 7
[26] أحمد مومن، اللسانيات
النشأة والتطور، ص 210
[27] مختار
درقاوي، نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية الأسس والمفاهيم، مجلة
الأكاديمية للدراسات الإجتماعيو الإنسانية، ع. 12، جوان 2014، ص 7.
[28] مختار
درقاوي، نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية الأسس والمفاهيم، ص 7.
[29] ماريج نسيم ومكدود فريد، مذكرة: حول
لسانيات الجملة: أراء نظريات نعوم تشومسكي، ص 4.
[30] مختار
درقاوي، نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية الأسس والمفاهيم، ص 7.
[31] مختار
درقاوي، نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية الأسس والمفاهيم، ص 7.
[32] مختار
درقاوي، نظرية تشومسكي التحويلية التوليدية الأسس والمفاهيم، ص 7.
[33] نظرية
تشومسكي اللغوية، جون ليونز، ص 82
Tidak ada komentar:
Posting Komentar